موضوع: تبّاً لمن يشتمُ حزنهُ بقُبلة ْ~| الجمعة يونيو 17, 2011 3:33 am
أول موضوع لي ملامح ,, إن شاء الله يجوز لكم
تبّاً لمن يشتمُ حزنهُ بقُبلة …
” حملتُه إلى حضني، وقبّلتُ أصابعه إصبعاً إصبعاً _كما كنتُ أفعلُ عادةً_، فكلّ شيء لم يعتده سيعلمُ أنّنا لا نقصِده ! لأجِدَ أظفاره ناقصة إلى ما يزيد على النصفِ قليلاً، وبعض الاحمرار، وكأنّها تهدّد بالنزف إن لم يتوقّف. “
لا أدري حقاً إن كان ثمّة منطق أو لغة تجيز لهم أن يشرحوا لطفلٍ في السادسة أنّ رحيل الأم شيء سيعتادُ عليه لاحقاً، ويمكن نسيانه مع الوقت، وأنّ حياته ستحفل بأشياء أخرى … لماذا يرددون له أن أمّه في الجنة، أو أنها رحلت إلى السماء الأخيرة الأنيقة، لن يفهم شيئاً من هذا، فكلّ ما يفهمه عقله الصغير الآن أنّ أمه رحلت إلى مكانٍ مّا ولم تأخذه معها ! أليس هذا كافياً ليثير الخيبة بين شهقاته السريعة الخائفة ؟ وهو _على حزنه العميق وطفولته التي ترطّبت بدموعه_ حائر، لماذا يحاول الجميع أن يأخذ دور أمّه ؟ فتلك تقبّله قبل النوم، وهذا يضعُ له مصروفاً في جيبه، وتلك تداعبه قبل أطفالها، وهذا يتلقّفه بالضمّ كلما رآه ، كان الأمر ليبدو كما لو كانت أمّه هنا؛ غير أنّ التسابق عليه ما لبث أن نضب وتشتت بعد خامس أسبوع ! أعطَوْهُ الحبّ ليستعيدوه منه، أليس هذا مُربِكاً لطفل في السادسة ؟ هو لا يفهم أنّ ما قاموا به كان بدافع الشفقة والرثاء … كلّ ما يعلمه هو أنّ الجميع كان يحاول أن يبدو مثل أمّه ولكنهم فشلوا كثيراً ، إنهم يوقظون فيه الحنين بشكلٍ أكثر ألَماً .
هو الآن لا يبكي، وهم يظنّون أنّهم يحسنون صُنعا ! اقلبوا وسادته لتتحسسوا الجانِب الرطب، البكاء الذي كان يدسّه تحتها .. لماذا لم يتساءل أحدٌ منكم أين اختفت علبة ألوانه، ليعلَم أنّه كان يكْسِرهم واحداً واحداً من فرط اضطرابِه وارتباكه، اسألوه لماذا يدخلُ غرفة نومه ليلاً بـ ” بيجاما ” الدببة الصغيرة، ليخرج منها صباحاً ببيجاما عليها صورة ” سوبر مان ” ؟ هل يعلمُ أحدٌ _غير الخادمة_ أنّ الطفل عاد لتبليل فراشه ؟ ويتساءل من حولّه _ أولئك الذين كانوا يألفون شقاوته وحركته المتواصلة_ لماذا يبدو كعادته شقيّاً .. أتراهُ نسي؟ ابعدوا أنظاركم المزعجة اللحوحة عنه قليلاً، لتجدوه كما لم يكُن من قبل، هامشيّ، وصامِتٌ صامِت .
لو أنّهم تركوه ولم يعبثوا بحزنه الطفوليّ الغضّ .. الساذج .. ضئيل الخبرة ، لو أنّهم تركوه يعيش ألَمَه طبيعياً، من دون مسكّنات وقتيّة ، لو أنّ أولئك البالغين يفهمون فقط …. أنّه يريدُ أن يحزن وحسب !!
كُتِب اقتباساً مِنْ عينيّ طفل لا يريدُ أن يبكيْ أمامَ أحدْ .
- بغضب حقيقي
~منقول~
A7ZAN إدآرية الملآمح
تاريخ التسجيل : 20/12/2010 العمر : 29 الموقع : الريآض عدد المساهمات : 812
موضوع: رد: تبّاً لمن يشتمُ حزنهُ بقُبلة ْ~| الجمعة يونيو 17, 2011 1:46 pm